آل جلّون

جمعها وأعدّها وضبط ورتَّبَ مراجعها

أ.د. عدنان بن درويش بن عبدالغني بن درويش بن عبدالنبي بن عبدالله جلّون (رحمه الله)

المدينة المنوّرة، 2019م

     ارتبط نسب آل جلّون بعدد من الأسماء والأنساب في عدد من البلاد والمدن. وقد توراثنا عن كبار العائلة (رحمهم الله أجمعين) بأن آل جلّون في المدينة المنوّرة منذ قبل ثلاثمائة (300) عام، وقيل سبعمائة (700) عام.

     ولما كان من الصعب العسير إثبات ذلك إلا بموجب وثائق رسميّة، أو بشهادة الكِبار من آل جلّون، إلا أن أغلب الحديث عن نسب العائلة بأن الجد الأعلى لآل جلّون غادر المدينة منذ زمن بعيد (لم تحدد تاريخه أو مدته) مجاهدًا مع الجيوش الإسلاميّة ثم استقرّ بهم في مدينة فاس في المملكة المغربيّة. ومن المعروف بأن مدينة فاس قد بناها العرب بعد استقرار مراحل الجهاد الإسلامي الأوّل.

     ومن الملاحظ بأن هناك ربط بين حرف نسب آل جلّون كتابةً وقراءةً، ففي بلاد المغرب يُكتب الاسم ويُنطق بـ:”بنجلّون“، بينما في بلاد يُكتب المشرق ويُنطق السم منفصلاً على النحو التالي/ “ابن جلّون“.

     وقد ثبت لدينا هذا النسب بموجب ما تركه لنا الشيخ سليمان مراد في دفتر حساباته الخاص بآل جلّون، بعلاقة آل جلّون بوقف المغارِبَة الصغير (وقف فاس) ووقف المغارِبَة الكبير الذي يشمل كافة المنتسبين إلى بلاد المغرب.

     تشير بعض ترجمات آل جلّون إلى تواجدهم بالمدينة المنوّرة من القرن الثاني/الثالث عشر الهجري، ومن لطائف ما كانوا يعملون فيه، خدمات ورعاية حجّاج وزوار المدينة المنوّرة، ويزيد هذه العائلة شرفًا أن تكون من أدلّاء الحرم النبوي الشريف لخدمة الدلالة المنتقلّة منذ عدة سنوات. بموجب التقرير الصادر من ديوان المشيخة الجليل للحرم النبوي الشريف.

* ملاحظة الكاتب (1): وقدد أرسلنا رسالة استفسار عن ذلك؛ [إلى السادة مقام [السادة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حسب ما علمناه، بأن أحد أجدادنا رحل منذ مئات السنين -قيل بأنها تزيد عن 800 سنة- رحل من المدينة المنورة إلى مدينة فاس واستقر بها، ولنا في فاس زاوية باسم زاوية بن جلّون، أو بنجلّون. أجو تفضلكم بتزويدي بأي معلومات عن زاوية بن جلّون وصاحبها وتاريخها في مدينة فاس خاصة، كي نحاول التثبت من هذا النسب والتأكد من ربطه باسم عائلة جلّون في مدينة فاس، علماً بأننا من المسجلين في قائمة المستفيدين من وقف آل فاس بالمدينة المنورة، وهذا مشهود به لعائلتنا منذ مئات السنين.  أرجو التفضل بإفادتي بهذه المعلومات، شاكرا لكم حسن صنيعكم، وكل عام وأنت بألف ألف خير. المخلص: أ.د/عدنان بن درويش جلّون. أرسلت هذه الرسالة بتاريخ يوم اثنين 10/9/1427هـ الموافق 3/أكتوبر/2006م. ولكن لم يصلنا أي ردٍ شاف.

* ملاحظة الكاتب (2): لقد اجتهدنا في البحث عن آل جلّون والسير الذاتية لبعض الشخصيّات التي تُمكِّننا من حصرها وتسجيلها من مراجعها الموثقة في الهوامش، إلا أننا نود أن ننوه للأعزاء (القرّاء) بأننا لم نتمكَّن من وصل الأنساب المذكورة ببعضها البعض منذ مغادرة بمن هو على قيد الحياة من آل جلّون والمقيمين ما بين المدينة المنورة بالمملكة العربيّة السعوديّة أو المملكة المغربيّة بصفة خاصة وذلك بسبب عدم توفُّر المراجع الأساسيّة لذلك. ولعلّه بسبب البُعَد الزماني والمكاني وكثرة الترحال التي قام بها آل جلّون جماعات وفرادى وتنقلاتهم في البلاد بسبب الفتوحات الإسلاميّة والحروب التي تعرضوا لها وفق ما أشرنا إليه وما توصلّنا إليه في هذا الشأن لذا. فقد اعتمدنا على تسجيل هذا النسب إضافة إلى ما تم البحث عنه بالنسبة لآل جلّون في بعض البلاد والمدن.

جلّون لغةً

     بالرجوع إلى أصل كلمة جلّون في اللغة: وتعني (جَلَنْ) كتبه بالحمرة على انه مستدرك وقد ذكر في القاف وفصل الجيم ما نصه جلنبلق (حكاية صوت باب) ضخم( ذى مصراعين) في حال فتحه واغلاقه (يرد أحدهما فيقول جلن) على حدة (ويرد الآخر فيقول بلق) على حدة.

وأنشد المازنى:

فتفتحه طورا وطورا تجيفه * فتسمع في الحالين منه جلن بلق

     ومما يستدرك عليه جلّون كلقب جماعة بالمغرب وشيخ مشايخنا محمد بن جولن الفاسى (بالضم) الملقّب بـ”القاموس” لتولّعه به، إذ كان إمامًا لغويًّا روى عنه الشيخ ابن سوادة (رحمهم الله تعالى).

آل جلّون في المدينة المنوّرة

     أشار الأستاذ محمد حسين زيدان ضمن الذكريات المنسيّة عن أخبار طيبة إلى أن:

     الهجرة من مصر، فكانت على العكس، فقبل أن يحتلها الإِنجليز كان الضيم والفقر سبب الهجرة من صعيد مصر. كما ذكرنا من قبل وحين استعمار الإنجليز مصر أيام الخديوي توفيق وبعد هزيمة الثورة العرابية، لم يهاجر أحد من صعيد مصر، أما من شمال مصر فقد وجدنا في المدينة بيت الجلّوني الذين كان لهم بستان الجلّونية.. كما ذكرنا من قبل بيت الجلّوني من أغنياء مصر وقد كان لهم ملك في المدينة، في قُربان “(1).

     ويضيف الأستاذ محمد حسين زيدان: “وكان باب المجيدي قد اتصل بالتمّار حيث بنى السيّد علي حبشي بيوته هناك، وكذلك آخرون، أما خارج باب الشامي فهناك بيتان شهيران، كما ذكرنا من قبل بيت الجلّوني من أغنياء مصر وقد كان لهم ملك في المدينة، الجّلونيّة في قربان وخيف السيد على حافة وادي قناة، على مدخل العيون، وقد اشترى إبراهيم فراج والد عيد فراج وعلي فراج، هذا الملك من الجلّوني[1].

     أما الأستاذ ياسين أحمد خياري فيشير إلى أن “بستان الجلّونية في منقطة قُربان: في القطعة أم الأربع الأولى والثانية(2).

1- محمد حسين زيداين، ذكريات العهود الثلاثة، ص: 24، 78  و 258.

2- ياسين أحمد خياري، صور من الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة. ص 155.